شارك نائب رئيس اتحاد العلماء "شمشك" في الاجتماع الحادي عشر للجنة "التضامن الوطني، الأخوة والديمقراطية" المنعقدة ضمن إطار مشروع "تركيا بلا إرهاب" في البرلمان التركي، حيث عرض تقريراً مفصلاً بعنوان "رؤية حول تعزيز الأخوة وحلول مقترحة"، دعا فيه إلى معالجة شاملة لقضية الأكراد على أسس الحق والعدالة والأخوة الإسلامية.

وأكد الشيخ محمد بشير أن بناء مستقبل مشترك في تركيا يتطلب معالجة كافة القضايا الوطنية، بما فيها القضية الكردية، من منظور العدالة والكرامة الإنسانية، مع الابتعاد عن السياسات الإقصائية التي سادت في الماضي.

وشدد التقرير على أن الأكراد والأتراك عاشوا معاً على أرضية الأخوة الإسلامية لما يزيد عن ألف عام، بدءًا من معركة ملاذكرد وصولاً إلى حرب الاستقلال، وأن ما يصفه اليوم البعض بـ"المشكلة الكردية" هو في جوهره قضية حقوق وعدالة لا يمكن حلها بالأساليب الأمنية وحدها.

كما تضمن التقرير توصيات واسعة شملت:

-إعداد دستور مدني جديد قائم على مبدأ المواطنة المتساوية.

-ضمان حق التعليم باللغة الأم.

-رفع القيود عن الحريات الدينية والثقافية.

-إعادة الاعتبار للمدارس الدينية.

-تسهيل عودة اللاجئين والمبعدين، وإطلاق سراح السجناء السياسيين.

-مواجهة خطابات الكراهية والتمييز العرقي والديني.

وانتقد التقرير السياسات القومية المتطرفة والنهج الأمني في التعامل مع مطالب الأكراد، مشيراً إلى أن ما سمّي بـ"الحلول الأمنية" لم تؤدِ إلا إلى تفاقم المعاناة وفتح المجال أمام جماعات مسلحة كـ"بي كا كا" لاستغلال المشهد.

كما طالب التقرير الحكومة التركية بالإسراع في اتخاذ خطوات عملية نحو الحل، مشدداً على أن التأخير في تحقيق العدالة هو بمثابة ظلم بحد ذاته، داعياً في الوقت ذاته الأكراد إلى تحمل مسؤوليتهم في تعزيز الوحدة الداخلية والابتعاد عن العنف والاحتراب الداخلي.

وختم التقرير بدعوة مزدوجة إلى الدولة التركية والشعب الكردي "للحفاظ على الأخوة، وتحصين الجبهة الداخلية، وبناء مستقبل مشترك على أسس العدل والرحمة والمساواة"، مع التأكيد على أن "الإسلام كان ولا يزال الرابط الأقوى بين مكونات هذه الأمة". (İLKHA)