المتضررون من الزلزال في أفغانستان يبحثون عن المأوى والمساندة وسط دمار واسع
تسبب زلزال بقوة 6.3 درجات ضرب شمال أفغانستان ليل الاثنين في دمار واسع، مخلفًا وراءه حياةً ممزقة ونداءً يائسًا للحصول على المساعدة.
ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب، مساء الاثنين، إقليم سمنغان شمال أفغانستان إلى 27 قتيلًا ونحو ألف جريح، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.
وتسبب الزلزال في تدمير واسع للمنازل، ما دفع عشرات العائلات إلى اللجوء إلى المدارس طلبًا للمأوى، وسط ظروف معيشية قاسية ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية.
وحذرت الحكومة الأفغانية ومنظمات الإغاثة من أن المنطقة قد تواجه كارثة إنسانية إذا لم يتم تقديم المساعدة العاجلة للمتضررين قبل حلول فصل الشتاء.
وفي ظل الإمكانات المحدودة، أعلنت مؤسسات "إمارة أفغانستان الإسلامية" حالة التعبئة العامة، بينما يواصل السكان المحليون، بروح من التضامن والصبر، إزالة الركام ومحاولة إنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم القليلة تحت الأنقاض.
دعا ضحايا الزلزال الذين تحدثوا إلى وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى تقديم دعم دولي عاجل.
وقال أحد المتضررين ويدعى كمال الدين من مقاطعة خُلم، وهي المنطقة الأكثر تضررًا في ولاية سمنغان شمالي البلاد:
"وقع الزلزال في الساعة الواحدة ليلًا. تأثر الجميع، انهارت المنازل. دُمرت غرف الجلوس الثلاث لدينا بالكامل. لا يمكننا إعادة البناء. الطوب غالٍ، والحجارة غالية، والخشب غالٍ؛ ولا نملك شيئًا."
أما سمر الدين، البالغ من العمر 40 عامًا والمقيم في منطقة إيشان جان راكي في المقاطعة، فقال إن منزله انهار بالكامل، وحاول بمساعدة جيرانه إنقاذ بعض الأغراض من تحت الأنقاض.
وقد أُجبر سمر الدين، الذي يعيش في فقر مدقع، مع أسرته المكونة من ثمانية أفراد (هو وزوجته وستة أطفال) على الإقامة في منزل جارٍ متهدم ومتضرر، بعد أن أُصيب شقيقه بجروح خطيرة في الزلزال. وقال: "لم يبقَ منزلاً واحداً سليمًا"، مضيفًا أن إعادة بناء منزل متواضع من أربع غرف تحتاج إلى ما لا يقل عن 1.2 مليون أفغاني (أي أكثر من 18 ألف دولار أمريكي).
كما امتلأ المستشفى الحكومي في مدينة أيبك، عاصمة ولاية سمنغان، بمئات الجرحى.
وقال فايز الله، البالغ من العمر 65 عامًا، الذي نقل حفيده وابنته إلى المستشفى لتلقي العلاج:
"كان الزلزال عنيفًا للغاية ومخيفًا. لم أشهد مثله طوال حياتي. تحولت المنازل إلى أنقاض، وسقطت الجدران أرضًا." وأضاف أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الأدوية الأساسية.
من جهته، ذكر الطبيب الجراح مولود الدين صمدي، الذي يعمل في المستشفى نفسه، أنه تم نقل ثلاث جثث وأكثر من 260 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى المستشفى. وقال:
"قدمنا للضحايا الرعاية الأولية لعلاج الصدمات، وتم إدخال الحالات التي تتطلب البقاء في المستشفى، أما المصابون بجروح طفيفة فقد تلقوا العلاج وغادروا. جميع الخدمات والأدوية قُدمت مجانًا."
وفي المنطقة، لم تقتصر الأضرار على المنازل، إذ دُمرت أيضًا العديد من المتاجر أو تضررت بشدة، فيما خسر التجار البسطاء كل ما يملكونه.
وكانت الخسائر الثقافية كبيرة كذلك، إذ تضرر جامع السلطان أحمد الشهير في مزار الشريف، وهو معلم ديني وثقافي يعود إلى القرن الثاني عشر، وانهارت أجزاء من هيكله.
وتُعد هذه الكارثة تذكيرًا مؤلمًا بمدى هشاشة أفغانستان أمام الكوارث الطبيعية، إذ شهدت البلاد في السنوات الأخيرة سلسلة من الزلازل المدمرة، من ولاية بكتيكا الشرقية عام 2022 إلى ولاية هرات الغربية عام 2023، فضلًا عن الزلزال الذي ضرب ولاية كونار الشرقية قبل بضعة أشهر، وأودى بحياة أكثر من 2200 شخص وأصاب أكثر من 3500 آخرين.
وخلال زيارته لولاية سمنغان، دعا نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، الملا عبد الغني برادر، الأغنياء الأفغان ورجال الأعمال والمنظمات الدولية إلى التحرك في هذا الظرف الحرج لمساعدة الأسر المتضررة.
نداءات استغاثة من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي
لكن المنكوبين الذين يجلسون على أنقاض حياتهم ما زالوا ينتظرون المساعدة من العالم في يأس.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا، إن الزلزال دمّر عددًا كبيرًا من المنازل، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك لمواجهة الأزمة الإنسانية في أفغانستان.
وأوضح حق أن سكان المنطقة يعانون أصلًا من الجفاف والفقر المزمن وغياب الخدمات الأساسية، وقد تفاقمت أوضاعهم الآن بسبب الزلزال وبسبب إعادة أكثر من مليوني لاجئ قسرًا إلى البلاد.
وأشار إلى أن نداء الأمم المتحدة لتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 2.4 مليار دولار لأفغانستان لم يُلبَّ منه سوى الثلث حتى الآن، مضيفًا: "تعمل الأمم المتحدة مع السلطات المحلية والوطنية لإدارة الكوارث من أجل تقييم الوضع وتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية".
وقالت رئيسة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في أفغانستان (UN-Habitat)، ستيفاني لوس، إن "الشعب الأفغاني تعرض مرة أخرى لزلزال قوي. بينما لا يزال الناس في الشرق يحاولون التعافي من الزلزال السابق، الآن اهتز الشمال. الناس بحاجة إلى مأوى ومنازل لأن بيوتهم دُمرت، والشتاء يقترب، لذلك من المهم التحرك بسرعة. لكن من المهم أيضًا، في الخطوة الثانية، بناء عملية إعادة إعمار أفضل. يجب تعليم الناس كيفية استخدام المواد المحلية لإعادة البناء بشكل أفضل".
كما دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، الدول الأعضاء والمنظمات الإنسانية إلى تقديم دعم عاجل لضحايا الزلزال في شمال أفغانستان، مؤكدًا تضامن المنظمة مع الشعب الأفغاني، وموجهًا مكتب المنظمة في كابول للتنسيق مع هيئات الإغاثة لضمان وصول المساعدات إلى المتضررين.
وقد وقع الزلزال مساء الاثنين في منطقة خُلم بولاية سمنغان، وكان مركزه هناك، وبلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر. وتسبب الزلزال بأضرار في ولايات سمنغان وبلخ وبغلان، وأودى – بحسب الإحصاءات الرسمية – بحياة أكثر من 27 شخصًا وأصاب ما لا يقل عن ألف آخرين. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
حذّرت رئيسة وزراء اليابان "سانائي تاكائيتشي" من أن اندلاع حالة طوارئ في تايوان تتطلب استخدام القوة العسكرية قد يمثل تهديداً مباشراً لوجود اليابان وأمنها القومي.
أكد الرئيس الأوكراني "زيلينسكي" أن بلاده تؤيد أي مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب مع روسيا، مشدداً على أن كييف "منفتحة على أي صيغة للحوار تحقق السلام".
نسف جيش الاحتلال الصهيوني هذه الليلة مزيدًا من المنازل جنوب قطاع غزة، في استمرار لانتهاكاتها لوقف إطلاق النار.
أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الاعتداءات التي نفذها المستوطنون الصهاينة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة خلال الشهر الماضي بلغ 264 هجوماً، وهو أعلى معدل شهري يُسجل منذ ما يقرب من عشرين عاماً.