اعترفت صحيفة عبرية بارزة بوجود أزمة عميقة داخل جيش الاحتلال الصهيوني، مشيرة إلى الإرهاق العسكري والنفسي الشديد في صفوف قواته، وانهيار معنوي متزايد منذ بدء الحرب على غزة.

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تقريراً كشفت فيه عن مؤشرات "انهيار داخلي" في بنية جيش الاحتلال، وسط تحضيرات لخطة هجوم جديدة على قطاع غزة، يجري إعدادها في أجواء من الإرهاق والضغط النفسي الشديدين، بحسب وصف الصحيفة.

وأقرت الصحيفة بأن قيادة الأركان العامة في الكيان الصهيوني تواجه أزمة غير مسبوقة في إعداد الخطة العسكرية الجديدة التي تنوي عرضها على المجلس الوزاري الأمني المصغر، حيث يتم إعداد الخطة في ظل "تعب نفسي وعسكري عميق"، نتيجة حرب استنزاف مستمرة منذ 7 أكتوبر.

من بين المؤشرات التي أبرزتها الصحيفة، أن الجيش يعاني مما وصفته بـ"نضوب الكتائب"، في إشارة إلى استنزاف وحدات المشاة والاحتياط، وهو ما دفع مؤخراً إلى إنهاء سياسة التعبئة الإلزامية لمدة أربعة أشهر، والتي كانت سارية منذ بداية الحرب، وذلك بعد تصاعد حالات الانتحار في صفوف الجنود وقيام بعضهم باللجوء إلى القضاء للاعتراض على ظروف الخدمة.

القرار بوقف هذه السياسة لم يأتِ من فراغ، بل يُعد - وفق مراقبين - دليلاً ملموساً على تصدع القوة العسكرية للجيش، وعجزه عن الحفاظ على قوته البشرية والمعنوية.

ومع ذلك، تُظهر الخطة الجديدة نية لتجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط مجدداً، استعداداً لهجوم موسّع على غزة، رغم الوضع النفسي والعسكري المتدهور في صفوف الجنود، بحسب ما ذكر التقرير.

وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن القيادات العسكرية في الكيان المحتل تتوقع معارك طويلة وشرسة في الأسابيع المقبلة، خاصة في المناطق التي تحتفظ فيها المقاومة الفلسطينية بأسرى من جنود الاحتلال، ما يشير إلى نية دخول مواجهات مباشرة في معاقل الفصائل الفلسطينية.

في السياق نفسه، أعربت أوساط صهيونية عن قلقها من عودة التصعيد في الجبهات الأخرى التي خفّ وهجها مؤقتاً، في إشارة إلى مخاوف من تنامي قدرات قوى المقاومة في الضفة الغربية أو على الحدود الشمالية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن تفوق المقاومة الفلسطينية في المعنويات والخبرة القتالية يزيد من مخاوف الاحتلال من هزيمة محتملة في جولة الحرب المقبلة، ما يعمّق حالة التوتر والترقّب داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية. (İLKHA)