الأستاذ محمد كوكطاش: هل ستنتظر تركيا حتى تهاجم؟

يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على تصاعد التهديدات الصهيونية، وينبه إلى أن الدور قد يمتد إلى تركيا بعد قطر، محذرًا من الركون إلى ضمانات الناتو، ومؤكدًا أن حماية تركيا لن تتحقق إلا بقدراتها الذاتية وردعها الاستراتيجي.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
في الآونة الأخيرة، لم يعد المسؤولون الصهاينة يخفون نواياهم؛ بل باتوا يعلنون بوضوح أنّ تركيا قد تكون هدفًا مقبلًا لهجماتهم، بل وازداد تكرار مثل هذه التصريحات بشكل لافت.
الهجوم على قطر شكّل مفاجأة غير متوقعة، فهذه الدولة لا تشاطر إسرائيل حدودًا مثل لبنان أو سوريا، بل تبعد أكثر من ألفي كيلومتر، وتقع في قلب العالم العربي ولها مكانة حيوية، ومع ذلك وُضعت في دائرة الاستهداف. والأغرب أنّ قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية وتُعدّ تحت مظلة واشنطن لم تكن بمنأى عن مثل هذه التهديدات، بل تؤكد معطيات عديدة أنّ أي هجوم كهذا لا يمكن أن يتم دون ضوء أخضر أمريكي، وأنّ لبريطانيا دورًا حاضرًا فيه أيضًا.
في خضمّ هذا المشهد، يبرز سؤال ملحّ: ماذا عن تركيا؟ فالتصريحات التي تلمّح صراحة إلى أنّ الدور قد يأتي عليها بعد قطر تضع القيادة التركية أمام معادلة مصيرية.
البعض يستند إلى المادة الخامسة من ميثاق الناتو، والتي تنصّ على أن أي اعتداء على دولة عضو يستوجب تدخلًا جماعيًا من بقية الأعضاء، لكن هل يمكن الركون إلى هذا الضمان، خصوصًا إذا كان المعتدي المحتمل هو إسرائيل؟ الشكوك هنا مشروعة، إذ إن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وهي القوى المحورية في الناتو تقف في معظم هجمات إسرائيل إلى جانبها أو خلفها، ومن ثم فإنّ التعويل على الحلف في حماية تركيا يبدو رهانًا محفوفًا بالمخاطر.
في المقابل، تنقل نشرات الأخبار يوميًا إنجازات الصناعات الدفاعية التركية في الجو والبر والبحر، وهو ما يُظهر أنّ أنقرة تعمل على تعزيز قدراتها الذاتية، غير أنّ التحدي لا يكمن في تطوير السلاح فحسب، بل في اتخاذ القرار السياسي المناسب: هل تنتظر تركيا حتى تتلقى الضربة، أم تبادر إلى خطوات استباقية تكسر شوكة التهديد قبل أن يتحول إلى واقع؟
إنّ الركون إلى منطق "لنشاهد ما سيحدث إن هاجمونا" ليس سياسة واقعية، بل مجازفة قد تعني فقدان زمام المبادرة، اللحظة تقتضي وعيًا استراتيجيًا يضع مصلحة الوطن في المقدمة، ويؤسس لردع حقيقي يحول دون أن تتحول التهديدات إلى أفعال.
في الختام، وبصوت يملؤه القلق على مستقبل الوطن، أدعو أن يجعل الله يوم الجمعة هذا بداية لحكمة وطمأنينة تُبعد البلاد عن مخاطر المواجهة المباشرة، وأن تُتخذ القرارات السيادية التي تحفظ أمن تركيا وشعبها. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يندد الأستاذ عبد الله أصلان بالهجمات الإسرائيلية المسعورة على دول المنطقة، ويدعو فورًا إلى تعزيز الدفاع الإقليمي الشامل.
يكشف الأستاذ حسن ساباز أن الولايات المتحدة، التي لم تُهاجم منذ ثمانين عامًا، كانت السبب في مقتل الملايين ودمار عشرات الدول، ومع تغيير اسم "وزارة الدفاع" إلى "وزارة الحرب"، تدخل مرحلة جديدة من العدوان والشر.
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له، أن ما حدث في الدوحة والضربة الفاشلة أمس تمثل خسارة حقيقية للولايات المتحدة وهي ثقة الحلفاء، مؤكداً أن هذه الخسارة لا يمكن ترميمها بسهولة، إن لم يكن من المستحيل ترميمها.