سوريا أمام معركة الغذاء: خلل في التوازن بين العرض والطلب.. فهل حان وقت الإنذار؟

من سلة خبز الشرق إلى طوابير الخبز... الزراعة السورية تنهار تحت وطأة الحرب والتجويع، والأمن الغذائي بات رهينة الاستيراد والصراع.
تُعرف سوريا تاريخياً بـ"سلة خبز المشرق" بفضل أراضيها الزراعية الخصبة وإنتاجها الذاتي من القمح الذي كان يغطي احتياجاتها ويصدر الفائض. لكن منذ اندلاع الثورة عام 2011، تعرض القطاع الزراعي لأضرار كبيرة نتيجة النزاع المستمر، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج بشكل حاد وتحول سوريا من دولة مكتفية ذاتياً إلى دولة تعتمد بشكل شبه كامل على استيراد الحبوب لتأمين الغذاء.
تدهور إنتاج الحبوب يعود إلى عوامل متعددة منها تدمير البنية التحتية، فقدان اليد العاملة الزراعية، تغير المناخ، وارتفاع تكاليف الإنتاج، إضافة إلى ضعف الدعم والسياسات الزراعية غير المتناسقة بين مناطق السيطرة المختلفة. كما تعاني البلاد من أزمة مائية حادة تؤثر بشكل مباشر على الزراعة، بالإضافة إلى انخفاض القدرة التخزينية للصوامع وتراجع أداء المطاحن، مما زاد من تعقيد أزمة الأمن الغذائي.
التفاوت بين مناطق السيطرة يظهر فجوات غذائية كبيرة، ففي مناطق "قسد" هناك فائض نسبي بينما بقية المناطق تعاني من عجز حاد، مما يعزز الاعتماد على الاستيراد، خصوصاً مع العقوبات والقيود المالية التي تعيق عمليات الدفع الدولية.
ورغم هذه التحديات، تبقى لسوريا إمكانات كبيرة لإعادة بناء قطاعها الزراعي من خلال استثمار مواردها الطبيعية والبشرية، والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد، وتحسين إدارة المياه، وتطوير البنية التحتية الزراعية، مع أهمية التعاون الإقليمي والدولي. كما يتطلب النهوض بالزراعة دعم التعليم والتدريب المهني، وتحفيز الاستثمار في القطاع الزراعي، وتنويع مصادر الغذاء للحد من الاعتماد المفرط على الحبوب.
الأمن الغذائي في سوريا ليس مجرد مسألة اقتصادية، بل قضية سيادية وإنسانية أساسية تستدعي تحركاً سياسياً وعميقاً لتحقيق الاستقرار وضمان حياة كريمة للمواطنين، وإلا فإن استمرار الوضع الراهن سيبقي الملايين عرضة للجوع وفقدان الأمن الغذائي. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد عدنان إرين، نائب رئيس "حزب الهدى" في غازي عنتاب، أن الحد الأدنى للأجور فقد قيمته الشرائية ولم يعد يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية، مطالباً بزيادة فورية وعادلة.
أعلنت دولة قطر توسيع دعمها لقطاع الكهرباء في سوريا عبر توريد الغاز من أذربيجان عبر تركيا، بهدف زيادة الطاقة الكهربائية ورفع ساعات التشغيل، الاتفاقات الدولية والاستثمارات تعزز أمل إعادة إحياء البنية التحتية للطاقة السورية.
قلصت هجمات الحوثيين حركة السفن للنصف ومصر تتحرك بخطة طوارئ لحماية أهم شريان ملاحي في العالم.