أصدرت الحكومة الروسية، بعد استضافتها وفدًا من إمارة أفغانستان الإسلامية في موسكو، تحذيرًا شديدًا للولايات المتحدة بعدم قبولها أي وجود عسكري أجنبي في كابول.

استضافت روسيا، يوم الثلاثاء، وفدًا من حكومة إمارة أفغانستان الإسلامية في العاصمة موسكو، حيث أطلقت تحذيرًا شديد اللهجة للولايات المتحدة، مؤكدة أنها لا تقبل أي وجود عسكري أجنبي في كابول غير مقبول تحت أي ظرف.

وجاء ذلك خلال افتتاح الاجتماع الدولي حول أفغانستان، حيث أشاد وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" بجهود حكومة طالبان في مكافحة تنظيم داعش والجماعات المسلحة الأخرى، وسعيها للقضاء على تجارة المخدرات.

وقال لافروف: "لا يمكن القبول بأي شكل من الأشكال بنشر بنى تحتية عسكرية تعود لدول من خارج المنطقة، سواء على الأراضي الأفغانية أو في الدول المجاورة".

ويأتي هذا التصريح في ظل تقارير تحدثت في وقت سابق عن نية الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" استعادة قاعدة باغرام الجوية، وهو ما رفضته حكومة طالبان بشدة.

وأضاف لافروف: "وجود أطراف أجنبية خارجية في المنطقة لا يؤدي إلا إلى زعزعة الاستقرار وخلق صراعات جديدة. التاريخ الأفغاني مليء بالأمثلة على التدخلات الأجنبية، ويجب أن يكون الجميع قد استخلص الدروس اللازمة من ذلك".

وأشار الوزير الروسي إلى رغبة موسكو في تطوير العلاقات التجارية مع أفغانستان، وتعزيز التعاون في مجالي مكافحة الإرهاب والمخدرات. ووجّه في الوقت ذاته انتقادات حادة للغرب، متهمًا إياه بـ"اتباع سياسات عدائية ضد كابول، وتجميد الأصول، وفرض العقوبات".

من جهته، أعرب وزير خارجية حكومة طالبان "أمير خان متقي" عن تقديره للخطوة الروسية، قائلاً:
"نثمن قرار روسيا الشجاع في الاتجاه نحو الاعتراف الرسمي بإمارة أفغانستان الإسلامية، ونأمل أن تحذو بقية الدول حذوها".

وأوضح متقي أن اجتماع موسكو يُعد "فرصة مهمة للدول الإقليمية لتبادل وجهات النظر"، مشيرًا إلى أن حكومته تعمل على "تحقيق الأمن الشامل، وتوفير بيئة مناسبة للاستثمار والنقل والتنمية الاقتصادية".

وشارك في الاجتماع ممثلون عن عدة دول من بينها الصين، الهند، إيران، كازاخستان، قيرغيزستان، باكستان، طاجيكستان وأوزبكستان.

ويُذكر أن حكومة إمارة أفغانستان الإسلامية أجرت مؤخرًا اتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى مع عدد من الدول، وعلى رأسها روسيا، الصين، والإمارات، في خطوة تهدف لتعزيز حضورها السياسي والدولي، رغم عدم نيلها اعترافًا رسميًا حتى الآن من معظم المجتمع الدولي. (İLKHA)