قورتولموش: هذه جريمة ضد الإنسانية لا يمكن لسبعة أجيال بعد نتنياهو تحمّل تبعاتها

أدان رئيس البرلمان التركي "نعمان قورتولموش" بشدة احتجاز ثلاثة نواب أتراك بعد هجوم البحرية الإسرائيلية على أسطول متجه إلى غزة في المياه الدولية، محذراً من أن "من يلحق أي ضرر بأعضاء مجلس الأمة التركي سيكون مديناً بتقديم الحساب أمام الرأي العام العالمي".
شارك رئيس البرلمان التركي "نعمان قورتولموش"، في عرض الفيلم الوثائقي "من نقطة الصفر: غزة ما وراء الظاهر"، والذي أُقيم في قاعة المؤتمرات للعلاقات العامة في البرلمان التركي، حيث ألقى كلمة افتتاحية شدد فيها على ضرورة لفت الأنظار إلى المجازر المرتكبة في غزة، موجهاً الشكر لكل من ساهم في تنظيم هذا الحدث.
وقال قورتولموش: "إن اليوم يصادف مرور عامين على المجازر في غزة، التي وصفها بأنها أكبر جريمة إبادة جماعية في العصر الحديث"، مشيراً إلى أن كل ما كان يُقال عنه "لن يحدث أبداً" قد حدث بالفعل، وتم تنفيذه على أرض الواقع من قبل الإدارة الإسرائيلية الظالمة والوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، في جريمة إنسانية بشعة فاقت كل التصورات.
وأوضح قورتولموش أن عدد الشهداء الحقيقيين في غزة لا يُعرف بدقة، إذ تشير بعض التقديرات إلى أنهم تجاوزوا الـ70 ألفاً، فيما تتحدث أخرى عن مئات الآلاف، لافتاً إلى أن أكثر من 140 ألف شخص أُصيبوا بإصابات دائمة تُهدد حياتهم اليومية.
وتابع قائلاً: "إن المدارس والمساجد والكنائس دُمّرت بالكامل، وإن كل مساحة ممكن أن يتنفس فيها أهل غزة تم تضييقها أو القضاء عليها"، مضيفاً:
"حتى هتلر ربما لم يتخيل مثل هذا... لقد تحوّل الجوع إلى سلاح يُستخدم ضد الغزيين".
وأشار إلى أن الجرائم ضد الإنسانية في غزة تتصاعد يوماً بعد يوم دون توقف، مضيفاً أن الاحتلال لم يُبدِ أي التزام حقيقي بأي دعوات للتهدئة أو لوقف إطلاق النار، بل واصل هجماته حتى في ظل مفاوضات السلام التي طُرحت بتوصية من الرئيس الأميركي.
كما أكد أن المجتمع الدولي لا يزال ينتظر وقفاً لإطلاق النار يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الطبية، لكن الجوع لا يزال يُستخدم كسلاح مميت بحق المدنيين.
واختتم قورتولموش حديثه بتوجيه رسالة شديدة اللهجة قال فيها:
"هذه جريمة ضد الإنسانية لا يمكن لا لنتنياهو، ولا لسبعة أجيال من نسله، ولا لأي إدارة إسرائيلية قادمة، أن تتحمل تبعاتها. كما أن جرائم هتلر ما زالت حتى اليوم تشكل عبئاً على من شاركوه فيها، فإن جرائم نتنياهو وعصابته ستظل تطاردهم حتى يوم القيامة، وسيدفعون ثمنها في كل مكان وزمان".
وأكّد رئيس البرلمان التركي "نعمان قورتولموش"، أن الهجمات على غزة لا تزال مستمرة رغم مرور عامين على بدء الإبادة الجماعية، مشيراً إلى أن آخر هذه الاعتداءات تمثّل في الهجوم الذي شنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي، المدجج بالسلاح، على "أسطول الصمود العالمي" في المياه الدولية بالبحر المتوسط، حيث تم اعتقال المئات من النشطاء القادمين من أكثر من 40 دولة في ظروف لا إنسانية، وتم اقتيادهم إلى إسرائيل.
وأوضح قورتولموش أن تركيا، ومنذ اللحظة الأولى، عملت على إعادة النشطاء، وخاصة المواطنين الأتراك، إلى البلاد في وقت قصير، مضيفاً:
"رغم أن أسطول الصمود أثار قلقاً واسعاً في الرأي العام العالمي، إلا أن الاحتلال واصل همجيته بلا تردد. هذا السجل المليء بالآثام لم يعد بالإمكان تحمّله. ومهما كان من يقف وراء هذا الكيان، وأيّاً كانت القوة الكبرى التي تدعمه، فإنهم، بإذن الله، سيتحملون وزر ما ارتكبوه، وسيُكشف عن جرائمهم واحدة تلو الأخرى".
وأشار قورتولموش إلى أن الفيلم الوثائقي "من نقطة الصفر: غزة ما وراء الظاهر" يقدّم توثيقاً لهذه الإبادة من خلال ما رصده القادمون من تركيا، إلى جانب مؤسساتها وصحفييها، قائلاً:
"في أي محكمة عادلة، يمكن عرض جرائم الإبادة الجماعية هذه بكل تفاصيلها. آخر هذه الجرائم هو الاعتداء على السفن الحرة في البحر المتوسط. وستُحاسب إسرائيل على كل ذلك عاجلاً أم آجلاً".
"لقد بدأ جرس الخطر يدقّ بالفعل من أجل إسرائيل"
وأشار رئيس البرلمان التركي "نعمان قورتولموش"، إلى أن ثلاثة أجراس خطر رئيسية بدأت تدق منذ زمن طويل ضد الكيان الصهيوني المحتل، وقال:
"أول هذه الأجراس هو الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. وقد تدخلنا نحن كتركيا في هذه القضية، وتابعها عن كثب ثلاثة من زملائنا النواب في البرلمان. إسرائيل، التي كانت تُعتبر untouchable (لا يمكن المساس بها) وتعتبر نفسها محصّنة قانونياً، قد طالها القانون الدولي. وبعد ذلك، وبإذن الله، مع التطورات في المحكمة الجنائية الدولية، حتى لو استمروا في ارتكاب هذه الجرائم، فإن جميع هذه الجرائم ستُدرج في الملف، وسيأتي اليوم الذي سيُحاسبون فيه في المحكمة الجنائية الدولية، كما حوكم رادوفان كاراديتش، وميلوسوفيتش، وجزارو صربيا، وسيدفعون ثمن ما ارتكبوه".
"لقد بدأ جرس الخطر يدقّ لإسرائيل. ولم يفهموا ذلك... في كل أنحاء العالم، يخرج الملايين إلى الشوارع والساحات كل يوم سبت وأحد تقريباً، ليقولوا: أوقفوا هذه المجازر، أوقفوا هذا الإبادة. ولم يفهموا ذلك... الأمم، والشعوب، والضمير الإنساني، الذي نُسميه جبهة الإنسانية، لم تتراجع عن موقفها أبداً. وأخيراً، عندما صعد القاتل نتنياهو إلى منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، خرجت غالبية الدول الحاضرة من القاعة، وكان ذلك إنذاراً قوياً جداً لإسرائيل. بل وحتى تلك الدول التي كنا نظن أنها لن تعترف بدولة فلسطين قبل عامين، مثل بريطانيا وكندا وأستراليا، قد اعترفت الآن بدولة فلسطين. وهذا رد واضح جداً لإسرائيل. ومع ذلك، لم يفهموا شيئاً".
وأردف قورتولموش قائلاً: "إن الاعتداء على "أسطول الصمود العالمي" يُعدّ الجرس الثالث"، مؤكداً أن الضمير الإنساني العالمي الذي تكوّن حول هذا الأسطول، والموقف الإنساني للمجتمع الدولي، هو بمثابة ناقوس خطر قوي آخر لإسرائيل.
وقال رئيس البرلمان التركي:
"لم يتراجع أحد، لم يخَف أحد، لم يترك أحد سفينته. ورغم أنهم كانوا أمام جيش قادر على تنفيذ أبشع الممارسات، وأمام أسطول بحري قوي في البحر المتوسط، إلا أنهم لم يتراجعوا. واصلوا طريقهم وهم يعلمون أن وراء كل واحد منهم يقف ملايين من شعوبهم. وبإذن الله، فإن الأجراس الآن تدقّ من أجل إسرائيل، من أجل النظام الصهيوني. ولابد من نهاية لهذا الهمجية، وبإذن الله، نحن جميعاً، ومن في هذه القاعة، سنشهد مع الإنسانية جمعاء كيف ستكون هذه النهاية الأليمة".
"من النهر إلى البحر، ستقوم دولة فلسطين الحرة لا محالة"
وقال قورتولموش: "إن شعب غزة، وبعد عامين من الصمود، ما زال واقفاً بشموخ، وما زال يتحرك باحترام وإجلال لذكرى شهدائه، وما زال يقول: "افعلوا ما شئتم، لن نترك أرضنا، بلدنا، وطننا".
وأضاف:
"نيابة عن أمتنا، نعرب عن امتناننا وتهانينا لأطفال فلسطين الشجعان، ولتلك النساء العجائز العاجزات، وللرجال المسنين الذين أصبحوا رمزاً لهذه المقاومة البطولية، وعلى رأسهم شهداء غزة".
وتابع رئيس البرلمان التركي قائلاً:
"كأبناء أمة حصلت على استقلالها بفضل بركة دماء شهدائها، وانتزعت نصرها في معركة التحرير، يمكننا أن نقول بثقة: لا تقلقوا أبداً. كل قطرة دم شهيد هي مساهمة عظيمة وفرصة كبرى تغذّي وتقوّي وتُنمّي شجرة فلسطين الحرة. إن دماء شهدائنا الفلسطينيين لم تذهب سُدى، تماماً كما لم تذهب دماء شهدائنا في حرب الاستقلال، وفي دوملوبينار، وفي جناق قلعة، وفي سكاريا. وبإذن الله، كما تأسست جمهورية تركيا بعد نضال عظيم، فإن دولة فلسطين الحرة، الممتدة من النهر إلى البحر، ستقوم لا محالة بعد هذه التضحيات العظيمة".
"وبهذه المناسبة، نواصل جهودنا من أجل إعادة زملائنا النواب الثلاثة الذين ما زالوا محتجزين من قبل القوات الإسرائيلية في أقرب وقت ممكن إلى تركيا. ونكرر مرة أخرى: إسرائيل، هذه التجاوزات هي القشة التي قصمت ظهر البعير. اعرفوا حدودكم، الزموا أماكنكم، وسرّعوا الإجراءات من أجل إعادة هؤلاء النواب الأبطال الشرفاء التابعين لتركيا في أقرب وقت ممكن".
"نسأل الله أن يجزي خيراً كل من ساهم في هذا النضال. قد يبدو هذا اللقاء الصغير في هذه القاعة بسيطاً، لكنه في الحقيقة ردّ واضح على النظام الصهيوني، وهو خطوة من الخطوات التي ستُسهم في نهاية هذا النظام القاتل والظالم".
وعقب كلمة رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، عُرض الفيلم الوثائقي "من نقطة الصفر: غزة ما وراء الظاهر".
وحضر البرنامج عدد من رؤساء البرلمان السابقين، والنواب، والطلبة الفلسطينيين. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
صادق البرلمان التركي بالإجماع على مذكرة رئاسة البرلمان التي تدين بشدة عدوان الكيان الصهيوني على "أسطول الحرية"، الذي كان يضم ثلاثة نواب من تركيا إلى جانب عدد من المواطنين الأتراك.
أعلن وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، في تصريح له بشأن مزاعم لقائه بمبعوث أمريكي، أنه لم يحدث أي تواصل بينه وبين ويتكوف أو أي جهة أمريكية أخرى.
أفادت التقارير بتصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، وسط تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة.
حذّر نائب وزير الخارجية الروسي "سيرغي ريابكوف"، من أن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" سيؤدي إلى تغيير موازين القوى، موجهاً انتقاداً شديداً للولايات المتحدة على خلفية هذه الخطوة المحتملة.