وسط اتهامات متبادلة بالتجسس..ازدياد التوتر في سباق الرقائق بين الولايات المتحدة والصين

ازدادت التوترات الحاصلة في سباق الرقائق بين الولايات المتحدة والصين وسط اتهامات متبادلة بين الدولتين بالتجسس.
في خضم التنافس المحتدم بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وخاصة رقائق الذكاء الاصطناعي، برزت مؤخرًا اتهامات بالتجسس وسرقة التكنولوجيا، ما زاد من حدة التوتر بين القوتين العالميتين.
واندلع أحدث فصول هذا الصراع بعد مزاعم حول تهريب رقائق H100 الخاصة بشركة NVIDIA الأمريكية – وهي من أقوى معالجات الذكاء الاصطناعي في العالم – إلى الصين، في انتهاك مباشر للقيود الأمريكية المفروضة على تصدير هذه التكنولوجيا.
اتهامات رسمية لاثنين من المواطنين الصينيين
أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها وجهت اتهامات لاثنين من المواطنين الصينيين "تشوان غينغ وشيوي يانغ" بتهريب معالجات رسومية (GPU) تُستخدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى الصين دون ترخيص، وذلك بين أكتوبر 2022 ويوليو 2025.
وأشارت الوزارة إلى أن المتهمين قاما بإرسال رقائق H100 التابعة لشركة NVIDIA – المصنفة من بين الأقوى عالميًا – إلى الصين، رغم القيود المفروضة.
تسريبات تجسسية من تايوان أيضًا
وفي تطور آخر ذي صلة، أعلنت النيابة العامة في تايوان أن ثلاثة أشخاص يخضعون للتحقيق بتهمة سرقة أسرار تجارية تتعلق بالتقنيات الدقيقة من شركة TSMC، أكبر شركة لإنتاج أشباه الموصلات في العالم. وتعد هذه القضية حساسة للغاية في ظل سباق التسلح التقني العالمي.
ما أهمية شريحة H100؟
تكتسب شريحة H100 أهمية قصوى في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُستخدم في تدريب نماذج لغوية ضخمة مثل GPT-4، وكذلك في تطبيقات الرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة الطبيعية. وتحظى هذه الرقائق باهتمام خاص نظرًا لقدرتها الفائقة على معالجة البيانات بسرعة عالية.
هواوي تنافس NVIDIA وتثير القلق الأمريكي
في سياق آخر، حذّر المدير التنفيذي لشركة NVIDIA "جنسن هوانغ" من صعود شركة Huawei الصينية كمنافس قوي في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنها بدأت في إنتاج شرائح تنافس بها السوق الأمريكي.
وكانت هواوي قد بدأت في شحن نماذج من شريحتها الجديدة 910C، والتي يُتوقع أن تنافس مباشرة رقائق NVIDIA، إلى شركات تقنية مختلفة، وبدأت بتلقي الطلبات فعليًا.
تفوق أمريكي في القيمة السوقية... لكن التحدي قائم
رغم التحديات، لا تزال الشركات الأمريكية تتصدر من حيث القيمة السوقية في قطاع أشباه الموصلات. ووفقًا لبيانات موقع companiesmarketcap.com:
تايوان تتصدر الإنتاج... والصين تهيمن على المواد الخام
وبحسب تقرير "الإنتاج حسب الدولة لعام 2025" الصادر عن World Population Review، تتصدر تايوان العالم في حجم إنتاج أشباه الموصلات، تليها كوريا الجنوبية، اليابان، الولايات المتحدة، ثم الصين.
لكن في المقابل، تعتمد الولايات المتحدة بشدة على الصين في تأمين المواد الخام اللازمة لصناعة الرقائق. وتشير بيانات تحالف المواد الخام الحرجة في أوروبا (CRMA) إلى أن:
وتستورد الولايات المتحدة نحو 95% من الغاليوم و80% من الجرمانيوم من الصين، بحسب بيانات موقع sourceability.com.
قانون "الرقائق والعلوم" ومحاولة كسر الاعتماد
في محاولة للتقليل من الاعتماد على الخارج، أقرّت الولايات المتحدة في عام 2022 قانونًا يُعرف باسم "قانون الرقائق والعلوم"، ويهدف إلى إعادة تصنيع أشباه الموصلات إلى الداخل الأمريكي.
ومن أبرز نتائج القانون، إعلان شركة TSMC التايوانية عن نيتها ضخ استثمارات تتجاوز 100 مليار دولار لإنشاء مصانع متقدمة في ولاية أريزونا. وإذا اكتملت هذه المشاريع، فستكون من بين أكبر الاستثمارات الأجنبية في تاريخ الولايات المتحدة.
صراع مستمر على السيطرة التقنية
تتجه الأنظار الآن إلى تصاعد الحرب الباردة التقنية بين الولايات المتحدة والصين، خصوصًا في ظل التداخل بين القيود الاقتصادية، والاتهامات بالتجسس، والصراع الجيوسياسي. ويبدو أن ساحة المعركة المستقبلية ستكون... رقاقة إلكترونية واحدة فقط. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
استشهد 17 شخصًا وأصيب آخرون في هجمات شنها جيش الاحتلال على منتظري المساعدات في قطاع غزة.
أكد المواطنون اليمنيون خلال مظاهرات مليونية حاشدة اليوم بعد صلاة الجمعة على دعمهم الكامل للشعب الفلسطيني عموما وأهالي خصوصاً
حذر رئيس العلاقات الخارجية في حزب الهدى "أمير" من خطورة استمرار الأمة الإسلامية في صمتها على المجازر والتجويع الممنهج من قبل الاحتلال الصهيوني.
تعمل كلّ من واشنطن وموسكو على قدم وساق لترتيب اجتماع مرتقب بين الرئيس الأميركي "ترامب" والرئيس الروسي "بوتين" خلال الأسبوع المقبل.